يتغلغل الذكاء الاصطناعيّ في جميع مناحي الحياة، ورغم أنّ المجال لا زال قيد التطوير، لا يزال الكثير لا يدرك مدى السيطرة والقوّة التي يمتلكها مستخدم هذه الأدوات، كشعب فلسطينيّ، نشهد كيفيّة استخدام تقنيّات الذكاء الاصطناعيّ لتعزيز الاحتلال والقمع والسيطرة على واقعنا بشكل يوميّ.
من المخاطر التي يتعرّض لها الفلسطينيّون بسبب الذكاء الاصطناعيّ المُستخدم هي ظهور تقنيّات التعرّف على الوجه المعتمدة على الذكاء الاصطناعيّ، والتي تهدّد حياة الفلسطينيّين وتعرّضها إلى الخطر بشكل مباشر. كما وتمّ الكشف عن نشر إسرائيل لنظام الذكاء الاصطناعيّ "هَسبارا" (the Gospel) في حربها الأخيرة على غزّة عام 2023، الذي خلق أهدافًا تمّ إنشاؤها بواسطة الحاسوب ليقصفها الجيش الإسرائيليّ، ممّا جعل الحرب على غزّة أكثر حملات القصف فتكًا على السكّان المدنيّين في التاريخ الحديث.
إضافة إلى ذلك، أثبتت تقنيّات الذكاء الاصطناعيّ أنّها تؤدّي إلى تفاقم أوجه التحيّز والتميّيز والكراهية التي طال أمدها. فقد أظهرت أداة الترجمة التلقائيّة على منصّة إنستغرام استخدامًا مشوبًا بالتحيّز، حيث قامت بترجمة عبارات عاديّة إلى "إرهابيّ فلسطينيّ" في صفحات شخصيّة لفلسطينيّين. وايضا ظهر مُوَلِّد الصور على منصة واتساب، والذي خلق صورًا (إيموجي) لأطفال فلسطينيين يحملون أسلحة. هذه الحالات، التي تبدو سيئة ليس في حالة السلم فحسب، تظهر مدى الخطر الذي قد تشكّله هذه التقنيّات خلال فترات المأساة والتدمير. إنّ السماح بمثل هذه الانتهاكات يسلّط الضوء على خطورة تأثير تقنيّات الذكاء الاصطناعيّ على الإنسانيّة، مما يستوجب التفكير الجادّ في تنظيم واستخدام هذه التقنيّات بمرونة وأخلاقيّة.
لا يقتصر ضرر تقنيّات الذكاء الاصطناعيّ على الشعب الفلسطينيّ فحسب. في الواقع، يشكّل الذكاء الاصطناعي في نسخته الحاليّة تهديدًا وجوديًّا إلى حدّ ما للبشريّة بسبب بصمته الكربونيّة الشديدة للغايّة والأضرار البيئيّة الشديدة التي يسبّبها، كما أظهرت الأدوات المصمّمة لإدارة عمليّات التوظيف أنّها أقل عرضة لاختيار المرشّحين غير الذكور وغير البيض، ممّا يؤكّد قدرتها على الانحياز والتميّيز.
رغم أنّ المخاطر كثيرة، إلّا أنّ هناك أمل من أن يكون الذكاء الاصطناعيّ مساعدًا للبشريّة، فهو يحمل فرص وإمكانيات هائلة لتحقيق المنفعة الاجتماعيّة، ويقدّم حلولًا مبتكرة لمواجهة التحدّيات العالمية الملحّة، خاصّةً في مجال الرعاية الصحّيّة، والاستجابة للكوارث، والمساعدات الإنسانيّة، إضافةً إلى تعزيز الحشد والمناصرة للقضايا الإنسانيّة العالميّة.
وعليه، تأتي النسخة الثامنة من منتدى فلسطين للنشاط الرقميّ (PDAF 2024)، بهدف فتح منصّة للنقاش، والحوار، والخروج باقتراحات سياساتيّة وعمليّة حول الذكاء الاصطناعيّ والحقوق الرقميّة الفلسطينيّة. سنجتمع للعام الثامن على التوالي في منتدى فلسطين للنشاط الرقميّ 2024، في محاولة للتشبيك والحوار بين الفلسطينيّين/ات في كلّ أماكن تواجدهم، ومحاولة أخرى لجمع القوى بين الفلسطينيّين والمناصرين للقضيّة الفلسطينيّة، والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان، والصحفيّين والعاملين في المجتمع المدنيّ، وشركات التواصل الاجتماعيّ، والحكومات، لدراسة وفهم ومناقشة الآثار المختلفة للذكاء الاصطناعيّ.
في سياق ما تقدّم، يطرح مركز حملة هذه القضايا للتباحث والنقاش في المنتدى المنوي عقده خلال شهر حزيران/يونيو، حيث تتنوّع الفعاليات خلال أيّام المنتدى بين جلسات، وورش عمل، ونقاشات طاولة مستديرة، من أجل تبادل أطراف الحديث، وتنسيق العمل لمناصرة الحقوق الرقميّة الفلسطينيّة، وبناء قدرات النشطاء والعاملين في مجال الحقوق الرقميّة في مواضيع مختلفة متعلّقة بالمجال.
وعليه، يدعوكم "حملة - المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعيّ" إلى تقديم مقترح فعالية لـ "منتدى فلسطين للنشاط الرقميّ" قبل تاريخ 17.03.2024 في محور الذكاء الاصطناعيّ والحقوق الرقميّة الفلسطينيّة. تُرسل المقترحات من خلال النّموذج في الرابط التالي في موعد أقصاه 17.03.2024، حيث سيقوم مركز حملة بدراسة المقترحات والتواصل مع المتقدّمين من الباحثين، والكتّاب، والمدرّبين المقبولة مقترحاتهم، علمًا أنّه يجب تسليم التصوّرات النهائيّة للفعاليّة خلال شهرٍ من إغلاق باب تقديم المقترحات.
جميع الحقوق محفوظة © 2024. منتدى فلسطين للنشاط الرقمي